تأليف الطالبة : خديجة الشقصية

نحن اصبحنا مجرد طيف غير مرئي قادر على طيران والغوص والذهاب لأي مكان في الكون دون ان يشعر احد به .طيف غير مرئي قادر على الغوص في اعماق البحر وتحليق في اعالي السماء واقتحام اي ذاكرة مهوسه دون ان يراه او يسمعه اي مخلوق بل الدخول الى كوابيس واحلام الاشقاء والتعرف على افكارهم وهم نيام لكن ما بالك ان تعقد اباطرة الشر في الخفاء دون علمك؟؟؟؟؟؟؟؟

شعر حريري بارق اللمعان تصقعه اشعة الشمس الذهبية واعين عسليه براقه تجوب الكون بجمالها برغم من انها جميلة الا والاجمل فيها ذكاءها الباهر الذي بهر جميع المخلوقات على الارض واذا هي تختال فرحا ومرحا وعلامات البهجة في اعينها وكأنها قد رات يومها الاول في الثانوية تركب ونس بسرعة الى سيارة ابها خشية من ان يفوت عليها جزءا من هذا اليوم الجميل الذي لطالما حلمت به. ونس: أبي هيا اسرع فقد اكاد أتأخر عن يومي الاول في المدرسة .ويحن اباها عجلات سيارته وكانه وميض او شعاع يمر عبر الافنية والازقة .وما ان وصلت ونس الى المدرسة قامت ترحب بزميلاتها ومعلماتها الذي لم ترهن مدة طويله من الزمن وبعد سماع الطالبات لكلمة المديرة التي دائما مات تستكيدها الطالبات الا وان شدها هذا المنطق الذي تتحدث منه وتمنت لو كانت بدالها او بنفس فصاحتها وحسن حديثها وما ان عادت كل طالبات الى ادراجهن بقيت ونس وحدها في ساحة مشبوهة بعزائم منكسرة وخيوط مشتبكة مع بعضها  لاتعرف مهو ياترى بداية هذا الخيط واين يكون نهاية الخيوط الاخرى .بقية تهوس في ذاكرة اعادة لها الزمن الحزين الذي لاريب فيه وبالقرب من صفها تناديها زميلاتها مي وقد تكاد تخرج روحها من كثرة المناداة لكن لا فائدة منه وكأن ونس انقلبت جسد بلا روح لكن ياترى اين الروح ذهبت؟؟؟؟؟ نعم انها في مكان يسبق خيالها وخيلائها يالها من مسكينة!!!! قد تذكرت ولدتها التي كانت معها في السنوات السابقة ياللهول!!!! كم انها ذكرة عظيمة قد تذكرت كيف كانت ولدتها تمشط شعرها الذي ينساب بين يديها حريرا وفيرا والتي كانت تعد لها فطورها اللذيذ كل صباح نعم انها كانت وحيدة اباها وامها ماذا بقي الان؟ فالأم قد ماتت بسبب مأساة انسانية الا وهي اصطدام الالحان(السيارة) بلحن غير متوقع فعند اصطدام الالحان بهذا اللحن الخبيث(السيارة الاخرى)  انقلبت معزوفة الالحان(السيارة) وعندما اتوى فارسي الاحلام (فريق الانقاذ)وجدوها تغني مع اللحن جديد وهي تحتضر وبقيت ونس كأنها روح خاوية عروشها مبللة .هاهي ونس تعود الى ادراجها ذكرى تلو الذكرى وانا ما زلت في ضميري اقول ما خطب هذه المديرة ليس لها احساس ولا شفقه لتذكر هذه المسكينة بطيف راحل. بعد ذلك رجعت ونس الى صفها وهتافات الطالبات تعلو بين ما قد فعلن واين سافرن واين مكثن واي واين واين منها الكثير الذي لا تنتهي. بينما ونس كانت جالسه بالقرب من زاوية ليس لها يدان لتعانقها وليس لها حضن ليضمها بل انه جدار لا ينفع ولا يضر زميلاتها تساءلن في ذهول ما بال ونس ليس كعادتها تغيب الذكر ولا ترجع وحتى صوتنا لا تسمع ما بالها ومخاطبها ياترى؟؟؟؟؟ الكل انبهر الكل اندهش كعادة ونس في السنوات الفانية كانت من اسعد الناس شغفا لا تروي ما حدث لها في عطلتها لكننا نرى اليوم عكس الزمن وفجأة رنت اجراس المدرسة وتهب ونس راجعة الى المنزل وكعادتها تغلق الباب على نفسها وكأنها اصبحت وامست واضحت في عالم وحدها

لا احد يشاركها ايه والاغرب من ذلك ان الاب اصبح لا يأبى بها لا يسألها ماذا تحتاجين وماذا ينقصك او كيف كان يومك الدراسي يا حبيبتي لعدم الاحساس ونقص الضمير المبهو واغتياب رجل معروف بأخلاقه في سابق وبمكانة عائلته التي تتهامس ذكرها بين بعيد وقريب والاهم من ذلك انه قد حطم بيديه العابستين سمعته وسمعة ونس التي اصبحت هباءا منثورا قد فعل وقد عمل وهل ترك شيء ما افعله فالمخدرات تصله يوميا وسجائر اسبوعيا وكأن موت ام ونس-رحمة الله عليها- حجبت عنهم اشعة الشمس الذهبية .ونس غائبة الذهن ونس تكتب ما في خاطرها  في اوراق محفوظة وبأقلام مرموقة ابت ان تتخالط بدموعها ذاك الحبر السديم برغم ما تعانيه الا وان كانت تتذكر كلام شاعرة احببتها:

مازال حلمي رائعا.....لاينطفىء لا ينكسر

مازال حلمي دافئا .....حلو جميل مستمر

كانت تعاني من الوحدة كانت تعاني من الاكتئاب وحيدة في بيت ليس له الا اربعة جدران فتارة تكتب وتبكي وتارة تكتب وتفعم نفسها بالتفاؤل بعد سلبها للتشاؤم , ومن بعيد تشرق شمس الصباح وهاي ونس تستعد للرحلة في قارب نصفه مبلل ونصفه الاخر جاف وهاهي ونس تلتفت يمننا ويسارا اين السيارة اين ؟؟؟ اها تذكرت ياويلاه فتهرول ونس من بعدها صراخا الى غرفة اباها فتجده فقط ضريحا ما هوى ليس له درز يتكفل بابنته هاي ونس اشتل جسمها ارهاق وتعب وكل يوم تكبر ويكبر حلمها معها ومازالت تقول في نفسها ليس هنالك قانون يحكم بان الامل يتفوق على الالم فقد ينتصر يوما ما الام وطغيانه على الامل وهنائه واذا هي كالملاك تقول :وداعا لعالم لم يرى طيف كبر وتعلم وادى واجبه فما ذنبه ان كان ضرفه صعب ما ذنبه؟؟؟؟؟؟؟؟

انها قصة جديدة تشاهدوها على الورق ليست بنفس شخصيات نجوم القصص السابقة ولكن مع الايام ستعلمون لماذا اصبح معظم الاطفال الايتام طيف غير مرئي!!!!!!!!