تأليف الطالبة : أحلام الخاطري

على سلالم الهدوء تغمس في قلوبنا عبارات وحي عن بيت صاحت لساني به ودعت المولى بأن تخطوه قدماي وتلامس يداي غلاف بيت خطاه أناس كثر. بيت جمع بين الأمير و الحاكم والفقير والغني والكبير والصغير والأسمر والأبيض بيت ضم إلى حضنه موطنا كاملا وأرجوا الله أن يمنح كل إنسان زيارته .رحلة إيمانية رائعة هي تلك رحلة الحج التي أذن بها سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام في مكة المكرمة ...فلبى جميع الناس لبيك اللهم لبيك ...لبيك لا شريك لك لبيك .كم نفس تاقت زيارته وكم عقل شرد ذهنه يفكر فيه وكم قلب سارعت نبضاته يجري لحضنه.هذا موسم مناسكه عظيمة جليلة وشعائره الرفيعة لا تقتصر تبدأ مناسكه بالإحرام فنية قلب صادق أحب عند الله ويتم الإحرام من الميقات بعدها يسير الحاج بخطوة تلي خطوة ليصل إلى بيت الله الحرام ويؤدي ركعتين فضيلتين في بيت الله الحرام.بعدها رنت عيني إلى حجر أسود أشعر بيدي تأوي إليه فما بيدي الأخرى إلا أن تعينها ليبقى أجرا محتسبا عند ربي فطرى على بالي عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذ قال : "والله إني أعلم إنك حجر لا تنفع ولا تضر ولكني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك فقبلتك " .أليس للنفس حق إذا بكت أليس لها جذر عرق يتحسر ويكتئب قليلا ؟؟!هي النفس إذا ما فضح ما بجوفها قالت والله لأموت حسرات حتى أزور بيتي العظيم وكيف لنا أن نستهين بأنفس تتمنى أن تسر عينيها بجمال بيت الله وتبقي للعقول أذهانها ؟!!في أطهر بقاع الأرض وفي أشرف المواسم موسم الحج مات الآلاف من الناس هذا العام والسبب لا مبالاة أمير سعودي ...سوف أسرد القصة والغصة التي في قلبي تؤرقني عما حصل .آآآه كم تاقت نفوس المسلمين لتلك الرحلة وكم ذرفت العبرات شوقا لتلك الأماكن الطاهرة .كانت أفئدتنا وهؤلاء الناس يتمنون أن يكونوا ممن كتب الله لهم الحج .شهد أهل مكة هذا العام أعنف الحوادث وما أصعبها من حوادث أولها تلك الحادثة التي انهارت فيها رافعة ضخمة على جزء من الحرم المكي وأدت إلى إصابتهم و وفاة بعضهم أصبحت الأرض بعدها سجادة حمراء حوت فيها شهداء مسارهم إلى جنة الله بإذن الله .وقد قيل في أن سبب هذه الحادثة تعود إلى الأمطار والرياح حيث كان هناك عواصف رعدية وأمطار غزيرة في ذاك اليوم بجانب إلى أن أحد المهندسين أدل بعدم وضع ما يعرف بمكعبات التوازن في أماكنها الصحيحة مما أحدث ذلك خللا في توازن الرافعة وفقدت توازنها أيضا قيل أنها مشيئة وقدرة الله عز وجل .حادثة أخرى أيضا حصلت التدافع الذي حصل بمشعر منى كانت حادثة عنيفة أردت قلوب الناس حملت على كتفها أكثر من 600 قتيل وما كان سببه إلا موكب الأمير الذي تسبب بكارثة القتلى هذه التي قيلت من قبل أشخاص ونشرت في مواقع التواصل الاجتماعيتعبيرا عما حدث في الجمرات سخرية بما يصنعه كبار المسؤولين في الدول الإسلامية من إهانة المسلمين والاستخفاف بهم .لقد أجمعت من الدموع دلاءً فما لعيني أن ترى إلا جثثا هالكة فما كانت من الأرواح إلا وأن تطير إلى السماء وأخذت معها القلوب .ماذا على لساني أن تقول ...أناس توفوا وفارقوا الحياة وقلوبهم في شدة الفرح والإصرار لإكمال مناسك الحج وكم رجوا من الله أن يعيدهم إلى أهلهم وذويهم كما ولدوا وهم أتموا المناسك كاملاً.ولكن تبقى التساؤلات في مخيلتي تائهة حائرة تبحث من يجيبها وكل سؤال يطرح نفسه من سوف يدفع ثمن هذه المجزرة ؟!وكيف للأمراء والسادة أن يتكبروا ويتعالوا بسلطتهم ونفوذهم على عامة الشعب ؟!وما ذنب تلك النفوس البريئة وأهلها بما حدث ؟!سأتركها أسئلة تعلق على جبين كل إنسان لربما يتصدف بها الزمن ليجيب عليها .