تأليف : شذى العدوي
بينما كان محمد (الطالب المجتهد)، يذاكر دروسه...
محمد: يا إلهي أن رأسي يؤلمني كثيرا، سأذهب لشرب كوب من الشاي، يخفف هذا التعب والألم.
ذهب محمد، وعندما وصل وجد هناك مدخنين بغير حالتهما الطبيعية، ودار الحوار التالي....
المدخن 1: أراك متعبا ومرهقا.
محمد( بكل خوف ورهبة): من أنتم، ماذا تريدون مني؟
المدخن 2: لا تخف، نحن أصدقائك من اليوم فصاعدا.
المدخن 1: ونحن رأيناك متعبا، فقررنا مساعدتك بشي يخفف تعبك هذا.
محمد (بكل فرح ودهشة):نعم، نعم هذا صحيح، ولكن ما هو هذا الشي؟
المدخن 1: خذ هذه الحبوب وضعها في كأس من الماء وسوف تزيل الصدع نهائيا، وتشعر بالراحة النفسية، ثم تنسى جميع الهموم.
المدخن 2: وأيضا هناك هذه السجائر، استنشق هوائها، تعطيك الحرية والراحة.
محمد (والبسمة على شفتيه): نعم أريد، شكرا لكما كثيرا.
المدخن 1: ولكن نقودنا أولا.
محمد: خذا كل ما أملك، مقابل هذا الشي الرائع.
عاد محمد إلى المنزل، ليستكمل مذاكرة دروسه، وفي يديه أعواد من السجائر، ومخدرات تملئ جيبيه، فبعد ما ينتهي من مذاكرة كتاب، يأكل حبة من الحبوب فيدخن، ثم ينام....استمر الحال هكذا، فقد أهمل دروسه، وتغيرت نفسيته وطبعه مع اصدقائه، الذين اشتاقوا له كثيرا، ففي أحد الايام لاحظا بأنه لم يعد يذهب للمدرسة، فقررا زيارته، ودار الحوار التالي....
صديقه*راشد*،(بكل دهشة وتعجب): يا إلهي، ما هذا؟، لا أصدق ما ترا عيناي.
محمد(خائف ومتحسر): اهلا أصدقاء، لقد اشتقت لكم كثيرا.
صديقه*سالم*(والغضب يملئ عينيه): ولكن اصدقائك لم يشتاقوا لك.
راشد: لا أصدق ما أرى، أنت متعاطي مخدرات!
سالم: أنت لست صديقنا الذي نحبه ونعرفه، صديقنا ذو عقل متفتح، لا يفكر بتعاطي المخدرات أبدا، فهذا الفعل لأشخاص أصحاب العقول المتخلفة والقذرة.
راشد: اصمت، ولا تنادينا بأصدقائي بعد اليوم....هيا بنا يا سالم.
محمد(ودموع الحسرة تملئ مقلتيه): لا يا أصدقاء، انتظروا، سوف افهمكم ما جرى، آه ماذا فعلت أنا؟، أنت أيتها المخدرات جعلتني أخسر أصدقائي، دمرتي صحتي، وتريدين تدمير حياتي المستقبلية، بل كفاك إلى هذا الحد فقط. فعلا كما قالوا أصدقائي، ان من يتعاطى المخدرات، شخص بلا قلب ولا ضمير، لا يفكر بعقله ولا يرى من حوله، وكل ما يريده هو الحرية ونسيان الهموم، بل يجهل أن هناك أشخاص متعلقين بحياته، متأثرين لما يحصل. أنا لست متعاطي مخدرات، انا لست هو!...أنتي ايتها المخدرات كنتي ألمي، ومن هنا يبدأ أملي.
